«وجوه من الثورة»: قصص صحافية عن الميدان
مصطفى فتحي - جريدة السفير - 18-09-2012
بأسلوب الصحافي المتعطش دائماً للبحث عن خبايا الأشياء، وأبعادها الإنسانية يطل علينا الصحافي المصري رضوان آدم بكتاب بعنوان «وجوه من الثورة»، يجمع 15 شخصية مصرية، شاركت في «25 يناير»، لكنّها بقيت في الظلّ رغم أثرها الكبير على مجريات الأحداث. يخبرنا آدم: «حين كنت في ميدان التحرير أثناء ثورة «25 يناير» تعرفت على شخصيات، كانت دوماً في المقدمة. بعضهم كان يحمي الثوار من هجوم البلطجيّة، ويقف بكل شجاعة في الصفوف الأولى. لكن بعد نجاح الثورة، اختفت تلك الوجوه من المشهد تماماً، ورفضت الظهور على الشاشات أو في صفحات المجلات. ابتعدت تماماً وكأنّ مهمتها انتهت». ويعتبر رضوان أن أولئك هم نجوم الثورة الحقيقيون: «شخصيات بسيطة، تشبه كل المصريين، لديها أحلامها وطموحاتها، لكنّ الإعلام لم يعرها الاهتمام المطلوب، فهم أناس عاديون، وليسوا نجوم سينما أو شخصيات سياسية». رضوان آدم، صحافي مصري شاب يهتم بالكتابة عن أوجاع وهموم الناس البسيطة، ويحلم بنقل قصصهم إلى الجميع، ويعمل كصحافي مستقل في العديد من الصحف والمجلات. وقد أمضى أكثر من ثمانية أشهر في تجهيز الكتاب، وجمع المعلومات، واللقاء بأبطال الكتاب وأقاربهم. «كان هدفي أن أكتب بطريقة إنسانية، واستخدمت فن البورتريه في الكتابة، وحاولت أن أتشبّه بفنان تشكيلي يرسم، لكني كنت أستخدم الكلام بدلاً من الريشة والألوان». ويضيف: «»وجوه من الثورة» صورة أكثر منه كتاب. لا يهدف إلى التذكير بمن لا يمكن لأحدنا أن ينساهم، وإنما هو محاولة لالتقاط روح الثورة، في وقت نحتاج فيه جميعا إلى التعرف على حقيقتها التي قد تغيب أحياناً عنّا، لفرط انغماسنا في تفاصيل الحياة اليومية».
شخصيّات الكتاب «عادية» لدرجة أنّك قد تقابل أحدها في ميدان التحرير ولا تنتبه إليه. قد تراهم يسيرون بجانبك في شوارع وحارات مصر ولا تتعرف عليهم. قد تتذكر وجوههم التي رأيتها في صعيد مصر أو قرى الدلتا، ولا تتذكر أسماءهم، أو العكس. بعضهم كشفت ثورة «25 يناير» عن معدنهم الثمين، والبعض الآخر كانت الثورة حلقة ضمن سلسلة نضالهم من أجل بلد وغد أفضل. الكتاب الذي أصدرته «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» وهي منظمة مجتمع مدني مصرية، يتناول 15 شخصية رسمها رضوان آدم بالكلمات إذاً. ومنهم الشهيد الشيخ عماد عفت المعروف إعلامياً بلقب «شهيد الأزهر»، وكان يتولّى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حين قتل بالرصاص خلال تظاهرات 16 كانون الأول 2011، والتي عرفت إعلامياً بأحداث مجلس الوزراء الرافضة لحكم المجلس العسكري.
من الشخصيات الأخرى التي كتب عنها آدم، مينا دانيال الثوري المصري الذي كان من مؤسسي «ائتلاف شباب ماسبيرو»، وعضواً في «حزب التحالف الشعبي الاشتراكي» و«حركة شباب من أجل العدالة والحرية». وقتل مينا في 9 تشرين الأول 2011 من جراء رصاصة أصابته في صدره، أثناء مشاركته في تظاهرات نظمها أقباط أمام مبنى التلفزيون المصري، بعد اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش المتواجدة في محيط المنطقة. وقد نفت القوات المسلحة مسؤوليتها عن مقتل مينا، وتم ضمه إلى قائمة شهداء ثورة 25 يناير.
يحكي الكتاب أيضاً عن «جنزير»، رسام الغرافيتي الذي ملأت أعماله جدران شوارع مصر أثناء الثورة، وكتب أيضاً عن بائعة «جرجير» فقيرة شاهدت مسيرة حاشدة يوم «25 يناير» فانضمت لها وعلمت الشباب كيف يهتفون عن الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية. «أجمل ما في الشخصيات التي كتبت عنها هي الصدق والبساطة والوطنية»، يقول آدم الذي يعمل حالياً على تحويل كتابه إلى فيلم وثائقي.
شخصيّات الكتاب «عادية» لدرجة أنّك قد تقابل أحدها في ميدان التحرير ولا تنتبه إليه. قد تراهم يسيرون بجانبك في شوارع وحارات مصر ولا تتعرف عليهم. قد تتذكر وجوههم التي رأيتها في صعيد مصر أو قرى الدلتا، ولا تتذكر أسماءهم، أو العكس. بعضهم كشفت ثورة «25 يناير» عن معدنهم الثمين، والبعض الآخر كانت الثورة حلقة ضمن سلسلة نضالهم من أجل بلد وغد أفضل. الكتاب الذي أصدرته «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» وهي منظمة مجتمع مدني مصرية، يتناول 15 شخصية رسمها رضوان آدم بالكلمات إذاً. ومنهم الشهيد الشيخ عماد عفت المعروف إعلامياً بلقب «شهيد الأزهر»، وكان يتولّى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حين قتل بالرصاص خلال تظاهرات 16 كانون الأول 2011، والتي عرفت إعلامياً بأحداث مجلس الوزراء الرافضة لحكم المجلس العسكري.
من الشخصيات الأخرى التي كتب عنها آدم، مينا دانيال الثوري المصري الذي كان من مؤسسي «ائتلاف شباب ماسبيرو»، وعضواً في «حزب التحالف الشعبي الاشتراكي» و«حركة شباب من أجل العدالة والحرية». وقتل مينا في 9 تشرين الأول 2011 من جراء رصاصة أصابته في صدره، أثناء مشاركته في تظاهرات نظمها أقباط أمام مبنى التلفزيون المصري، بعد اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش المتواجدة في محيط المنطقة. وقد نفت القوات المسلحة مسؤوليتها عن مقتل مينا، وتم ضمه إلى قائمة شهداء ثورة 25 يناير.
يحكي الكتاب أيضاً عن «جنزير»، رسام الغرافيتي الذي ملأت أعماله جدران شوارع مصر أثناء الثورة، وكتب أيضاً عن بائعة «جرجير» فقيرة شاهدت مسيرة حاشدة يوم «25 يناير» فانضمت لها وعلمت الشباب كيف يهتفون عن الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية. «أجمل ما في الشخصيات التي كتبت عنها هي الصدق والبساطة والوطنية»، يقول آدم الذي يعمل حالياً على تحويل كتابه إلى فيلم وثائقي.
